لماذا يهم الآن: منذ منتصف تموز تعمل السويداء بهوامش طوارئ. المياه والكهرباء للأنظمة الحيوية غير مستقرة، الوصول الإنساني متقلب، الملاجئ مزدحمة، والأسواق هشة. دخلت قوافل إنسانية عدة، لكن عشرات الآبار ما زالت خارج الخدمة والانقطاعات في الاتصالات مستمرة. الصورة العامة هي استمرار التقلبات وهشاشة الهوامش.
ما المقصود بـ «هاوية الصمود»
هي اللحظة التي تتعطل فيها آليات التكيّف الاعتيادية لأن عدة أنظمة تفشل معاً ولعدة أيام. في السويداء يتجلى ذلك عندما تتراجع المياه إلى ما عند أو دون الحد الأدنى الطارئ، وتنقطع الكهرباء عن المستشفيات والآبار الرئيسية، وتتكرر انقطاعات الوصول بما يوقف الطحين والوقود والأدوية، وتتفاقم ازدحامات الملاجئ المدرسية بحيث لا تلبّي معايير الماء والإصحاح الأساسية.
فكّر فيها كـ«تعطل متراكم». مشكلة واحدة يمكن امتصاصها لفترة. مشكلتان تُداران بمساعدة. ثلاث مشكلات أو أكثر تستمر معاً عبر عدة مناطق تدفع المجتمع إلى الحافة.
أين يقف الصمود اليوم
- النزوح والاستضافة: الكتلة الأكبر من النازحين تُستوعَب داخل الأسر المضيفة لا في المخيمات أو المواقع الجماعية. في بعض المناطق يقترب عدد النازحين من عدد السكان أو يتجاوزه.
- المواقع والخدمات: النسبة الأكبر من المواقع المضيفة هي مدارس. كثير منها يبلغ عن مياه دون الحد الأدنى الطارئ البالغ 25 لتراً للفرد يومياً، وعن عجز في مرافق الإصحاح، ومحدودية في مرافق الطبخ.
- أنظمة تحت ضغط: عشرات الآبار ما تزال معطلة، الاتصالات غير موثوقة، والأسواق تشهد اضطراباً يرفع الأسعار ويُبقي بعض الأفران خارج الخدمة.
- صورة الوصول: ممر بصرى الشام عاد للعمل بعد إغلاقات لكنه يسجل حوادث. وصلت قوافل إنسانية عدة إلى السويداء، إلا أن انتظامها وسلامتها يظلان متغيرين.
تحديثات خدمية محلية جديدة
- صيانة مياه: أعلنت مؤسسة مياه السويداء، وبمشاركة المجتمع المحلي وتحت إشراف اللجنة القانونية العليا والمكتب التنفيذي، إعادة تشغيل الآبار التالية: الإطفائية، المحطة الثانية في مدينة السويداء، الرحى 3، العليقة 2 في صلخد، تل الحبس في صلخد، بكا البلد، العفينة، بريكة، تيما 2. والأعمال جارية في آبار السويداء 26 و27 و31 ومشروع صلخد 2 و3. هذه خطوات إيجابية، لكنها تتحول إلى مياه منزلية على نطاق واسع فقط إذا توفّر تشغيل مستقر للضخ والوقود.
- زيارة إشرافية للمشفى: قامت اللجنة القانونية العليا المحلية التشكّل، والتي لا تعترف بها دمشق، بزيارة مشفى السويداء الوطني للاطلاع على سير العمل وتدوين نواقص الأدوية والمستهلكات والأجهزة. ذلك يتسق مع مؤشرات سابقة عن هشاشة المنظومة الصحية.
كيف يمكن أن تتشكل الهاوية
- الماء والكهرباء هما الدعامة. إذا تعذّر ضخ الآبار بسبب انقطاعات الشبكة أو نقص الوقود تتدهور بقية القطاعات بسرعة. محاولات ترميم الكهرباء لم تغطِّ كامل الطلب، واستمرت انقطاعات الاتصالات.
- الوصول هو المفصل. كل توقف في الممر ينعكس على الخبز ووقود المشافي والإحالات الطبية. حتى التوقفات القصيرة تعني الكثير عندما تكون المخازن عند حدودها الدنيا.
- ازدحام الملاجئ مضاعِف للمخاطر. المواقع المدرسية تواجه صعوبة في تلبية الحد الأدنى من الماء والإصحاح والخصوصية مع اقتراب العام الدراسي.
- الأسواق المحاصَرة لا تُصحّح نفسها سريعاً. عندما تكون المدخلات متقطعة والطلب محكوماً بشح السيولة تستمر أعطال الأفران وتقفز الأسعار.
ما الذي ينبغي مراقبته
- وتيرة القوافل وحوادث الممر على طريق بصرى، خصوصاً التوقفات لعدة أيام وأي اعتداء مباشر.
- زمن التشغيل في الآبار والمشافي بما في ذلك أيام المخزون من الوقود لاثنين من المشافي وثلاثة آبار أولوية.
- توفر الخبز في الأفران، طول الطوابير، الأسعار المعلنة، وزمن عمل خطوط الإنتاج.
- الاكتظاظ والإصحاح في المواقع وخاصة أكبر المواقع المدرسية، قياساً إلى 25 لتراً للفرد يومياً ونِسَب المرافق.
- نجاح الإحالات الطبية وسلامة السلسلة الباردة خصوصاً للديالزة والأنسولين وبنك الدم.
حالة خاصة ينبغي ترقّبها: صدمة تبديل العملة
إذا أُزيلت أصفار من العملة أو تغيّرت وحدة التداول فقد يحدث تجمّد سيولة قصير، تسعير مزدوج، وتوقفات مؤقتة في الحوالات والمشتريات. في اقتصاد محاصر جزئياً قد يعني ذلك رفض الأوراق القديمة، تكديس السلع، وارتباكاً في الأجور والإيجارات والديون. القوة الشرائية قد تهبط مؤقتاً حتى لو عُدِّلت الأسعار اسمياً. ينبغي قراءة هذا الخطر مع قيود الوصول وتعثّر الأسواق.
نظرة قصيرة للأربعة إلى الثمانية أسابيع المقبلة
المسار يتوقف على ثلاثة روافع: إبقاء الممر مفتوحاً وآمناً وبوتيرة متوقعة، إعادة تشغيل المياه والكهرباء في العقد الحيوية، وتخفيف الاكتظاظ في الملاجئ المدرسية قبل بدء الدوام. الاحتياجات مستمرة والاضطرابات قائمة وهوامش الخطأ ضيقة.
حول البيانات
هذا المقال يُلخّص تقارير وضع عامّة ورصد شركاء:
- تحديثات أوتشا العاجلة حول عمل الأسواق، والوصول عبر ممر بصرى الشام، والأضرار في البنية المائية بما فيها نحو 98 بئراً، وانقطاعات الاتصالات، ولقطات قطاعية.
- مصفوفة تتبّع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، الجولة 10، لأعداد النزوح وأنماط الاستضافة.
- لمحة مواقع النزوح السريع الصادرة عن مجموعة المأوى وإدارة المخيمات وREACH لأنماط المواقع وفجوات الماء والإصحاح.
- تحديثات محلية حول صيانة الآبار والإشراف على المشفى، مقدّمة من سلطات السويداء وشركاء المجتمع المحلي.